أخبار وطنية لطفي علي (نائب عن حزب المبادرة في قفصة): تشكيلة الحكومة الجديدة توافقية وليست حزبية
تشهد بلادنا هذه الأيام منعرجا هاما وتاريخيا عبر مسار جديد وليد لتجربة ديمقراطية للشعب التونسي هدفه مزيد الرقي والتحضر، وفي هذه الفترة تتوالى العديد من الأحداث السياسية الجديدة مباشرة اثر تولي الأستاذ الباجي قائد السبسي لمنصب الرئاسة بعد أدائه لليمين الدستوري والذي جعل جميع الأطراف توجه أنظارها نحو تحول جديد نتمنى أن يكتب بحبره أحرف البناء والعمل ...
وفي هذا الإطار حاورت أخبار الجمهورية النائب بمجلس الشعب عن حزب المبادرة والعضو السابق لاتحاد الصناعة والتجارة بقفصة ورجل الأعمال المعروف لطفي علي الذي سنتطرق معه إلى عديد المسائل تتابعونها معنا كالتالي.
ـ في البداية، ماهي قراءتك للمشهد السياسي الجديد بعد تسلم الباجي قائد السبسي لمقاليد الحكم؟
لقد ترك الخطاب الذي ألقاه الأستاذ الباجي قائد السبسي مؤخرا في مجلس الشعب يوم أدائه لليمين أثرا واضحا وصريحا عبر طمأنة جميع التونسيين لأنه سيكون محل توافق ورئيسا لكل الشعب التونسي والذي أكده كذلك من خلال عزمه على تكريس مبدأ المصالحة الوطنية والعمل معا من أجل مستقبل البلاد، كما أن ملامح وبوادر نقاشات تشكيل الحكومة الجديدة تدل على إشراك طيف واسع من الأحزاب والأطياف السياسية الديمقراطية حتى تكون متوازنة في أعمالها وقراراتها دون الرجوع إلى طرف دون آخر.
من جهة أخرى أرى أن المشهد السياسي الجديد سيكون بادرة دفع قوي لتونس نحو الاستقرار وتعميق علاقاتها الدبلوماسية مع عدة بلدان شقيقة وصديقة تزعزعت معها علاقاتنا سابقا وهو من شأنه أن يحسّن صورتها أمام العالم الخارجي.
ـ هل هناك نقاشات بينكم وبين حركة نداء تونس حول إمكانية تمثيل حزب المبادرة في حقائب وزارية في الحكومة المقبلة؟
حزب المبادرة كان طرفا أساسيا في الحوار مع حركة نداء تونس حول برنامج الحكومة القادمة، إضافة إلى إعلانه مساندته المطلقة لترشح الأستاذ الباجي قائد السبسي للرئاسية. وصراحة أتصور أن يكون هناك تمثيل للمبادرة وحضور داخل الحكومة المنتظرة نظرا لما للحزب من كفاءات هامة يزخر بها في كل الاختصاصات، لكن حاليا تنصب كل الحوارات والنقاشات بخصوص التركيبة والبرنامج أما في ما يخص التسميات فلم يكتمل بعد التشكيل النهائي لها.
ـ بخصوص محاولة هيئة سهام بن سدرين الاستيلاء على الأرشيف الرئاسي في المدة الأخيرة، هل هناك نقاشات داخل المجلس حول إعادة هيكلة هيئة الحقيقة والكرامة جراء تلك الحادثة ؟
فعلا، لقد تمت ومازالت مناقشة فكرة إعادة هيكلة هيئة الحقيقة والكرامة ورئيستها بن سدرين التي قامت بمحاولة الاستيلاء على أرشيف «وطن» تاريخي وهام من طرف الزملاء النواب داخل المجلس، فطريقة ذهابها إلى قصر قرطاج مصطحبة معها 6 شاحنات لنقل الأثاث بدت مريبة ودل على ذلك عدم اتصالها بأي طرف مسؤول لأخذ الإذن للقيام بمهمتها التي أصلا ليست مؤهلة هي وهيئتها لها فالأرشيف الوطني هو وحده المؤهل والمسؤول والمؤتمن على حفظ الأرشيف الرئاسي.
وهنا أقول ان ذهاب بن سدرين إلى القصر للاستحواذ على الأرشيف شبهه احد النواب بواقعة الجمل التي حدثت في مصر، حيث قال إن واقعة بن سدرين في قصر قرطاج كواقعة الجمل في مصر.
ـ ما رأيك في اعتراض بعض الأطراف على عودة بعض الوجوه التجمعية للساحة السياسية خاصة وانك كنت عضوا باللجنة المركزية للتجمع سابقا؟
الشعب التونسي أعطى كلمته واتخذ قراره واحترام هذا الاختيار واجب على الجميع، كما أن عديد التجمعيين ترشحوا للانتخابات لكن فاز إلا من كان واضحا وصادقا في برامجه وأفكاره. إضافة إلى أن الممارسات التجمعية التي حدثت قبل الثورة لن تعود أبدا، فاليوم هناك دستور جديد وإعلام راق ورقيب وبالتالي فحكاية المنظومة القديمة والرتيبة ولّت ومضت وقد استغلتها بعض الأطراف على أنها فزاعة لتخويف التونسيين من عودة الاستبداد خدمة لمصالحهم السياسية.
وفي الوقت الراهن على كل الجميع العمل سويا لخدمة مصلحة هذا الوطن والدفع به نحو بوابة الاستقرار والتطور فلا للرجوع إلى الوراء.
ـ ماهي الرسالة التي تريد بعثها داخل مجلس الشعب والدفاع عنها لجهتك وأنت نائب من جهة مدينة قفصة؟
ولاية قفصة تعرضت في العقود الأخيرة إلى التهميش ولم تأخذ نصيبها الفعلي من التنمية مثل بقية المناطق الساحلية، والثورة التي أتت جاءت لتحرر ألسنة المواطنين وتطالب بحقوقهم وتفكّ عزلتهم ومعاناتهم.
اليوم، أقرّ الدستور الجديد العديد من الامتيازات للمناطق الداخلية التي ستأخذ نصيبها في التنمية الذي حرمت منها، لكن المشكل في جهة قفصة أن جل اهتمام أبنائها وشاغلهم الأكبر ينصب في السعي إلى الاندماج داخل شركة فسفاط قفصة والتي أصبح العبء عليها ثقيلا ولا تحتمل إدماج المزيد.
صراحة يجب خلق مؤسسات ومناطق صناعية بالجهة لتوفير مواطن شغل جديدة كي يتحول لها أبناء الجهة ويخف التوجه إلى شركة فسفاط قفصة، كما أن المنطقة ذات توجه فلاحي يحتاج إلى التعصير والاستفادة من كل إمكاناته عبر تركيز وحدات للصناعات التحويلية وبعث فضاء للتصدير يوفر وحدة صناعية للفرز والتغليف.
كما يجب على الدولة الإسراع في تفعيل انجاز مشروع شبكة الطرقات السيارة الذي سيربط جهة قفصة ببقية الجهات.
ـ كرجل أعمال هل أنت متفائل بالمرحلة الجديدة والقادمة؟
أنا متفائل جدا بالمرحلة الجديدة بالرغم من أن رجال الأعمال متضررون أيضا من بعض المشاكل التي يعيشها اغلب التونسيين من غلاء للمعيشة وتدني المقدرة الشرائية ولأن مردودية العمل لم تعد مضمونة، إلى جانب الاعتصامات التي حدثت وساهمت في تعطيل الإنتاج والعمل.
كل الفضل للشعب التونسي الذي برهن من خلال تجربته الديمقراطية على رقيه وتطوره وتحضره مما جعل كل بلدان العالم تنحني احتراما وتقديرا له وعن انجازه العظيم الذي أتى بنخبة مثلت نوعا من فسيفساء فريدة تشكلت من عدة أطياف وحساسيات سياسية جاءت لتحترم وتخدم هذا الوطن وتوصل له صوته.
حاورته: منارة تليجاني